صاحبة السمو الملكي الأميرة غيداء طلال

رئيسة هيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان

في عالمنا الحاضر، تعتبر قضية الكفاح ضد مرض السرطان من أكثر قضايا العصر المُلحّة والجديرة بالدعم محلياً وعالمياً، فالسرطان لا يعرف حدوداً، وقد مسّنا وآلمنا جميعاً بطريقة أو بأخرى.

ويحظى مرضى االسرطان في منطقتنا بفرصة الحصول على أفضل سبل العلاج في مركز الحسين للسرطان، فهو المركز الشامل الوحيد في الشرق الأوسط الذي يحتضن مرضى السرطان، الأطفال والكبار في مكان واحد، والأول في العالم النامي، والسادس عالمياً المعتمد دولياً كمركز متخصص في علاج السرطان بصورة محددة. 

وكُلّنا نعرف الإحصائيات المُقلقة المتعلقة بسرطان الثدي في منطقتنا، إذ أصبح يتصدّر أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء، ولكن ما يزيد من عبء هذا التحدي في وطننا العربي، هو أنه يهاجم النساء في عمر أصغر مقارنة بمتوسط عمر المصابات في دول الغرب، أي في قمّة عطائهن الأُسري والمجتمعي.

ولهذا، لا بد أن يبدأ العمل للتصدي لسرطان الثدي في وقت مبكر جداً، أي قبل مرحلة العلاج وحتى قبل التشخيص. فعلينا البدء بقرارات يومية قد تبدو بسيطة إلا أنها مصيرية، فبالحديث عن سرطان الثدي تحديداً، إن الكشف المبكر هو بمثابة إنقاذ للحياة.  

ولهذا، أتوجه إليكم لتقوموا بتشجيع أمهاتكم، أخواتكم، وكل سيدة عزيزة على قلوبكم للقيام بفحص الكشف المبكر، فبتكاتف جهودنا سنتمكن من الوقوف في وجه سرطان الثدي، لنضمن أن المرأة التي نحب ستكون ضمن إحصائية الحياة التي تؤكد بأن الكشف المبكر يزيد نسبة الشفاء إلى 90%، لأنه السبيل الوحيد لنضع حدا لفقداننا حبيباتنا دون أيِ داع.

HRH Princess Ghida Talal

الدكتور عاصم منصور

الرئيس التنفيذي / مدير عام مركز الحسين للسرطان

رئيس مجلس إدارة البرنامج الأردني لسرطان الثدي

إن التفوق والمعايير العالية هي حجر الأساس الذي يقوم عليه كفاحنا ضد السرطان في مركز الحسين للسرطان، فحرصنا على الجودة والسلامة مدفوع برؤيتنا الاستراتيجية ومترجم في النجاحات التي حققناها على أرض الواقع. وتنطلق جهودنا من التزامنا بتوفير مرافق وخدمات ضمن بيئة تتمحور حول منهجية الاختصاصات المتعددة، والتركيز على احتياجات المريض، والكادر المتفاني.

وبحسب سجل البرنامج الأردني لسرطان الثدي، يتم بالمعدل تشخيص 1000 حالة سرطان ثدي جديدة سنوياً، ويمثل هذا الرقم 37% من إجمالي حالات السرطان بين النساء، وتثبت هذه الإحصائيات أن التشخيص المبكر عن سرطان الثدي وعلاجه يمثلان تحدياً دولياً وبالتالي، يتصدر هذا التحدي قائمة الأولويات الاجتماعية في الأردن.

قبل نشأة البرنامج الأردني لسرطان الثدي، كانت معظم حالات سرطان الثدي تُشخّص في مراحل متقدمة، مما كان يؤدي إلى نسب نجاة منخفضة وكلف علاج عالية. ومنذ ذلك الحين، نجح البرنامج في تسليط الضوء على الثغرات وطرح المشاكل عبر منهجية شمولية، تشاركية، متعددة الاختصاصات والاتجاهات، والتي ستنعكس إيجاباً على معدلات النجاة من المرض في المستقبل.  

وقد أخذ البرنامج الأردني لسرطان الثدي على عاتقه مسؤولية تطوير قدرات مزودي خدمات الرعاية الطبية من العاملين في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وذلك من خلال تبني منهجية متعددة الاختصاصات بما يشمل أخصائي الأشعة العاملين مع أخصائي الأنسجة، والجراحين، وفنيي التصوير بالأشعة، وغيرهم من المعنيين.  

بالنتيجة، فإن الإنجازات البارزة التي حققها البرنامج الأردني لسرطان الثدي على المستوى الوطني جديرة بأن نهنئ أنفسنا والبرنامج على ريادته، وفريقه، والعمل الرائع الذي تم إنجازه على مدى السنوات الماضية.

ولا شك في أن التزامنا الشديد بمهمّتنا سيضمن حصول كل سيدة في الأردن على خدمات الكشف المبكر التي من شانها إنقاذ حياتها.

Asem

ريم العجلوني

مدير البرنامج الأردني لسرطان الثدي

كعاملة في مجال الصحة العامة في الأردن ومدافعة عنها كحق أساسي، فإنه يتملكني الفخر والاعتزاز بالخطوات الرائعة التي خطاها الأردن وبالتحديد مؤسسة ومركز الحسين في مجال مكافحة مرض السرطان والتغلب عليه.
تأسس البرنامج الأردني لسرطان الثدي عام 2007 كمبادرة وطنية شاملة بقيادة ودعم مؤسسة ومركز الحسين للسرطان ووزارة الصحة وذلك لضمان توفير خدمات ذات جودة عالية للكشف المبكرعن سرطان الثدي وتشخيصه في مراحله الأولى ولزيادة الوعي العام حول عوامل الخطورة التي قد تزيد من احتمالية حدوث المرض و أعراضه و فوائد الفحص والكشف المبكر عن سرطان الثدي.

لا شك أن البرنامج الأردني لسرطان الثدي  حظي على مر السنوات بوجود الأشخاص الداعمين المؤمنين برسالته. واليوم و بعد 12 عاماً على تأسيسه و بتقلدي مسؤولية إدارته، فإنه بالفعل قد أدهشني مشاركة والتزام إدارتنا وشركائنا الذين يواصلون بشغف دعم رسالتناعلى جميع المستويات.

في الأردن، تتلقى في كل عام أكثر من 1200 سيدة خبر تشخيصها بمرض سرطان الثدي، وفي وقت من الأوقات كنتُ إحداهن. تُكتشف نسبة ليست بالهينة من الحالات للأسف في المراحل المتأخرة للمرض حيث يكون العلاج أصعب وأكثر كلفة، وفرص النجاة أقل. كما وتحدث غالبية الإصابات في عمر تكون المرأة في أوج عطائها ومساهمتها لمجتمعها. وأكاد أجزمُ أن أغلبَنا قد لامس أوجاع وآلام هذا المرض اما بشكل مباشر او لإصابة عزيز أو قريب أو صديق. ولذلك يلتزم البرنامج الأردني لسرطان الثدي ببذل كل ما في وسعه لتغيير هذا الواقع، مع التركيز على تعزيز الجهود نحو إجراء فحوصات الكشف المبكر  ونشر الوعي.

بعد أن تلقيت تشخيصي بمرض سرطان الثدي شعرت بالخوف مما سألاقيه، ولكن ولحسن الحظ لم يكن بمراحل متقدمة واستطعت بمشيئة الله و بالرعاية الطبية الجيدة أن أشفى. ومنذ ذلك الحين، ازددت إيمانا أكثر وأكثر بأهمية الكشف المبكرعن سرطان الثدي وأهمية نشر الوعي حول هذا المرض وأدركت أن الكشف المبكر ينقذ الحياة بالفعل وأن السرطان لا يعني  النهاية. لا أريد أن أنسى أبدًا ما ممرت به أنا والعديد من السيدات في جميع أنحاء المملكة. ولذلك أتمنى أن نعمل سويةً على إحداث تغيير حقيقي ودائم لأن القوة تأتي من همة الناس ومن تعاونهم.

هدفنا الحقيقي والذي نريده جميعًا هو التغلب على السرطان، ولكن إلى أن نحقق هذا الهدف، فإننا  سنكمل مشوارنا في نشر الوعي، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للسيدات، وتغيير النظرة والصورة النمطية حول السرطان، ووضع مكافحة السرطان على سلم أولويات صناع القرار، ونشر الأمل.

ريم العجلوني