تقديم الخدمات

يهدف البرنامج الأردني لسرطان الثدي إلى توفير خدمات الفحص الشعاعي للثدي بجودة عالية وتيسير وصول جميع السيدات في الأردن وسهولة استخدامهنّ للخدمة. ويتحقق ذلك من خلال مزيج من تطوير البنية الأساسية والموارد البشرية وبناء القدرات وخدمات الفحص. 

تطوير البنية التحتية

يهدف البرنامج الأردني لسرطان الثدي إلى تحسين الوصول إلى فحوصات سرطان الثدي وخدمات الكشف المبكرعالية الجودة. وهذا يشمل إنشاء وحدات جديدة للتصوير الشعاعي للثدي، والتفعيل أو التطويرالمستمر لجميع الوحدات القائمة في جميع القطاعات، سواء العام أو الخاص أو غير الحكومي.  

وينطوي تطوير الوحدات الحالية على مكوّنات متنوّعة؛ حيث تُزوّد الوحدات بالمعدات الهامة بما في ذلك أدوات ضبط الجودة للبدء باختبارات ضبط الجودة للعمل على تحسين جودة الصورة وأجهزة معاينة صور التصوير الشعاعي وغيرها من الملحقات كأشرطة التصوير الشعاعي للثدي هذا وتم تجديد الوحدات لخلق بيئة مريحة وترحيبية للفحص.
وتحقيقاً لهذه الغاية، تم إنشاء غرف خاصة لتغيير الملابس وأماكن استقبال وانتظار السيدات، وجميع الغرف بحيث تكون موسومة بظلال اللون الوردي، فهواللون الدولي للتوعية بسرطان الثدي. يتم تزويد هذه الوحدات أيضاً بملصقاتٍ تعليمية ومنشورات لنشر الرسائل الإيجابية في المجتمعات المحلية حول فحص سرطان الثدي والكشف المبكر. ويتم التركيز بشكلٍ خاص على المناطق التي تنقصها الخدمات وتلك الأقل حظاً والفقيرة.

الموارد البشرية وبناء القدرات

يعمل البرنامج الأردني لسرطان الثدي على بناء وتعزيز قدرات وحدات تصوير الثدي والموارد البشرية من خلال تقديم التدريب المستمر والندوات والأمسيات العلمية وبرامج التدريب والمراقبة في مركز الحسين للسرطان. و تستهدف هذه الجهود أطباء الأشعة، وفنيي الأشعة، والفيزيائيين، والمهندسين الطبيين، والممرضين، والمختصين من مختلف التخصصات في مجال تصوير الثدي والكشف المبكر. 

تُعقد برامج التدريب والمراقبة في مركز الحسين للسرطان وعادةً ما تمتد لمدة أربعة أسابيع. يتضمّن البرنامج الموجّه لأطباء الأشعة تدريباً على أساسيات التصوير الشعاعي للثدي، بحيث يؤكد التدريب على قيمة التصوير الشعاعي عالية الجودة في الكشف المبكر وتشخيص سرطان الثدي، فهو مصمم لتعميق معرفة أطباء الأشعة بنهج التصوير متعدد الأساليب في تقييم أعراض سرطان الثدي، وتعزيز مفهوم المناقشة ضمن عيادات متعدّدة التخصصات في علاج أمراض الثدي. 

يتمثّل أحد أهم مكونات أي برنامج فحصٍ ناجح بالحصول على صورة ماموجرام عالية الجودة، مما يتطلب تقنية متخصصة من قبل فني أشعة مدرّب تدريباً جيداً. وبالتالي، فإنّ دورهم مهمّاً جدّاً لنجاح أي برنامج فحص لسرطان الثدي.

وبالتالي، تهدف برامج التدريب والمراقبة المتخصصة الموجّهة لفنيي الأشعة في مركز الحسين للسرطان إلى تعزيز معرفتهم ومهاراتهم في التصوير الشعاعي للثدي وتمكينهم من أداء عملية التصوير الشعاعي للثدي بجودة عالية وفقاً للمعايير الدولية. تساعد الدورة التدريبية على تعزيز معرفة ومهارات فنيي الأشعة حول كيفية تنفيذ التصويرالشعاعي للثدي وتركزعلى تحديد الوضع، وضبط الجودة، والحماية من الإشعاع. هذا ويوفر برنامج التدريب والمراقبة أيضاً مراجعة شاملة لسرطان الثدي ويُعرّف المتدربين  بإجراءات تصوير الثدي متعدّد الأساليب وإجراءات التدخّل عن طريق الثدييْن. وتشمل مواضيع الدورة مراجعة حول سرطان الثدي أيضاً، والفيزياء في التصويرالشعاعي للثدي، والتقنيات الجديدة في وضعيات تصوير الثدي وضمان الجودة في التصوير الشعاعي. ولدى إتمام البرنامج، يصبح  فنيو الأشعة مهرة في أداء التصوير الشعاعي للثدي بأمان وبمخرجات صورٍعالية الجودة. 

أمّا ورش العمل التدريبية الأخرى التي تستهدف الأطباء العامين والممرضين والقابلات، فتركزعلى أهمية أداء الفحص السريري للثدي استناداً إلى دليل تدريب فحص الثدي السريري الذي وضعه البرنامج الأردني لسرطان الثدي.

كما يواصل البرنامج الأردني لسرطان الثدي عقد ندوات وورش عمل متخصّصة على مدار السنة، تجمع جميع الشركاء المعنيين بمحاربة سرطان الثدي لتبادل المعرفة والتعلم، ومناقشة المستجدات، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات.

كما وينظم البرنامج الدولي لسرطان الثدي مؤتمراً سنوياً كبيراً حول تصوير الثدي، والذي يضم بعض الخبراء الدوليين والإقليميين الأكثر شهرة في هذا المجال. وعلى مدى الأعوام الماضية، اجتذب المؤتمر إلى عمان شخصيات عالمية مثل الدكتور لاسزلو تابار أستاذ الطب الإشعاعي في كلية الطب في في جامعة أوبسالا في السويد؛ والدكتور ميتشل لينفير مدير التصوير الشعاعي للثدي في مؤسّسة (XRANM) المهنية في نيومكسيكو،  والبروفيسور الطبي للأشعة في جامعة نيو مكسيكو؛ والدكتور هيذر ماكنوتون طبيب الأشعة الرائد من فانكوفر في كندا؛ والدكتور بيل اكلود  البروفيسور الطبي في جامعة جامعة أوريجون للعلوم الصحية، وغيرهم الكثير.

خلال المؤتمر، تُعرَض أساليب عملية مبتكرة، وينصب التركيز ليس فقط على تقديم المهارات النظرية وإنّما أيضا التجارب العملية من خلال الدورات التدريبية وورش العمل. هذا ويُمنَح المشاركون الفرصة لتعلم قراءة صور تشخيصية ومسحية، مما تم دراسته وجمعه على مدى سنوات، وتُعرَض لهم الأمثلة عن حالات نادرة من جميع أنحاء العالم. هذا وتعقد جلسات لتفسير الصور في محطات عمل رقمية حديثة، بالإضافة إلى ورش عمل عملية لأخذ الخزعة بمساعدة الموجات فوق الصوتية وغيرها من التجارب المُثرية.

خدمات الفحص

يبقى تقديم خدمات الفحص للنساء الأقل حظّاً من أولويات البرنامج الأردني لسرطان الثدي. وهناك العديد من المشاريع الخاصة التي تُنفَّذ من خلال الحملات التوعوية الرئيسية للبرنامج الأردني لسرطان الثدي في شهري تشرين الأول وأذار وخلال العام من أجل جمع الأموال اللازمة لتوفير خدمات الفحص المجاني للنساء غير المؤمّنات أو اللواتي لا يستطعن تحمل تكلفة الفحص. هذا وتذهب الأرباح من بيع المواد التذكارية بالبرنامج الأردني لسرطان الثدي إلى توفير التصويرالشعاعي للثدي مجاناً للنساء الأقل حظاً.

ولخدمة المناطق النائية في جميع أنحاء المملكة، عمِل البرنامج الأردني لسرطان الثدي على تأمين وحدتين متنقّلتيْن للتصويرالشعاعي مجهّزتيْن بمعدات متطورة وفريقٍ من الموظفين المؤهلين. ترتبط هاتان الوحدتان إلكترونياً بمركز البيانات في مركز الحسين للسرطان، مما يسهّل عملهما باعتبارهما وحدات تابعة للبرنامج. حيث تُبَثّ الصور إلكترونياً من مختلف مواقع التجوال لمركز الحسين للسرطان في عمان ليقوم بدوره بتقييمها. 

وحيث أنَ هذه الوحدات متنقلة، فمن الممكن نقلها إلى مختلف المحافظات بناءً على الاحتياجات العامة. فعادةً ما يتم توجيهها إلى المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها وتتدنّى فيها جودة الخدمات. تتم تغطية خدمة الفحص المقدمة في وحدة تصوير الثدي المتنقلة وكذلك فحوصات المتابعة إذا لزم الأمر لحين التوصل إلى تشخيص واضح أو إغلاق ملف الحالة.